سأخبرك بدايةً عن سبب كتابتي المنشور الطويل الذي بين يديك؛ محاولة إنقاذ أحلام الكتّاب الطموحين من التحطّم على صخرة الواقع 🙇.
حين تصفحت موضوع الكتابة، والذي يضمّ عدد متابعين هائل.
لاحظت أن أصحاب معظم الاسئلة يحلمون برؤية كتبهم على أرفف المكتبات وأسمائهم ضمن قائمة الأكثر مبيعًا. هل ثمّة عيب في حُلمٍ كهذا؟ 🤷♂️
على الإطلاق، لولا أنه يتجاهل حتمية أن تكون كاتبًا قبل أن تصبح مؤلفًا. فإذا كنت مقتنعًا تمامًا برغبتك أن تصبح كاتبًا، فإليك الآتي:
إن جغرافية حياة الكاتب مليئة بالطرق المسدودة، والمنعطفات، والعقبات. واختيارك الكتابة سبيلًا لحياتك معناه أنك ستشرع في عملٍ أبدي حيث لا يوجد شيء مضمون وكل شيء ممكن!
ما تعلّمته عن: أسباب الكتابة
لن أسألك: لمَ تكتب؟ وإنما سأشاركك قول الروائية الأكثر مبيعًا، داني شابيرو Dani Shapiro، وظهرت أعمالها في نيويورك تايمز ونيويوركر وفوغ والتايم:
"إن كنا سنفكر في عملنا على أنه تذكرة لحياةٍ من التألق الأدبي، فربما الأفضل لنا البحث عن عملٍ آخر"
من المُستبعد أن تجعلك الكتابة غنياً أو مشهوراً. قلة قليلة من الكتاب، حتى المؤلفين الأكثر مبيعًا، يمكنهم كسب عيشهم من مبيعات كتبهم😲. إذا بدأت بنيّة أن تصبح مشهورًا أو مشهودًا لك بين أوساط المثقفين، فأنت تدمّر دافعك للكتابة بيديّك!
الأسباب الوجيهة الأخرى للكتابة
💟 تعلمك الكتابة كل ما تحتاجه للتعامل مع الحياة
كلما قضينا وقتًا في الملاحظة والتفكير والكتابة، تقلّصت مساحة (الهراء) في أدمغتنا وتبلّور تفكيرنا ونَمت معرفتنا الذاتية. وبذا، تصبح دفاتر ملاحظاتنا ويومياتنا كتيبات إرشادية شخصية مدى الحياة.
💟 تشفي الكتابة جراحك وتطبب ألمك
وفقًا لعالم النفس الاجتماعي الأمريكي، جيمس بينيباكر James Pennebaker، تعافى المشاركون -في إحدى الدراسات- أسرع من صدماتهم عندما كتبوا عنها.
في خضم الحزن، تدور الأفكار في رؤوسنا مثل كرة ثلجية "Snow globe" هُزّت للتو!
عندما نضع أفكارنا على الورق ، تفقد تأثيرها علينا؛ يتحول الخوف إلى وعي، ويمكن للألم إيضاح غايتنا الوجودية.
💟 تساعدك الكتابة على تصفية ذهنك
تتسبب أفكارنا بما يُشبه (الاختناق) داخل أدمغتنا، لتأتي الكتابة وتمنحنا قُبلة الحياة.
فمثلًا، تصول فكرة كتابة هذا المنشور وتجول داخل عقلي، فتحرمني من التمتّع بأي شيء.. حتى النوم (تخيّل أنها تُلاحقني منذ 3 أيام وتُحيل أحلامي إلى كوابيس!).
لذا، أنا واثقٌ أنني سأحظى بنومٍ هانئ بمجرد ضغط زرّ (نشر)
💟 بالكتابة.. ستغدو راوي قصتك الحقيقي
عِشنا طيلة حياتنا على القصص التي يرويها لنا الآخرون. ويا لها من مأساة أن تدع شخصًا آخر يروي قصتك.
يحاول كل مَن حولي -دون استنثاء- إقناعي أن تجربة (اللمفوما) عابرة. لا ألومهم.. وأحمد الله أن لم يمرّوا بما مررت به. لكنني لن أتنازل عن وضع قصتي الحقيقية، كما اختبرتها بالضبط، بين دفتيّ كتاب.
ما تعلّمته عن: كيفية الكتابة
يشتري العديد من الكتاب الطموحين قلمًا ودفترًا. ومع مرور أسابيع قليلة، يدركون أنهم لم يكتبوا كلمة واحدة!
غالبًا ما تكون الذرائع:
ليس لديّ وقت - لا أمتلك الموهبة - لست شخصًا منضبطًا - لا فكرة لديّ عما أكتب.
سرعان ما يتوفر بين أيديهم أعذار تكفي لتأليف كتاب جامع عن موانع الكتابة (مفارقة عجيبة، أليس كذلك؟). أتمنى لو كنت أعرف عندما بدأت في الكتابة أن [الجلوس للكتابة] كان مجرد قطعة من الأحجية.
✴️ صمم بيئة تسهّل عليك الكتابة
لا شيء يشكّل سلوكنا وصحتنا وسعادتنا بقدر بيئتنا. نحن جميعًا مُفرزات ثانوية لبيئتنا.
- ضع دفتر ملاحظاتك وقلمك في مكان يمكنك رؤيتهما فيه كل يوم. وهكذا، ستقلّ عدد الإجراءات التي عليك اتخاذها، وستزيد احتمالية انخراطك بالكتابة.
- اكتب في نفس المكان وفي نفس الوقت كل يوم. بمرور الوقت، سيربط دماغك الوقت/المكان بفكرة: آن أوان الكتابة.
التغيير في البيئة يغير الأهمية المتصورة للمهمة. إذا خلقت بيئة تجعل الكتابة سهلة، فستتغير الأهمية المتصورة لوقت الكتابة.
✴️ غيّر سلوكك
كلما ركزت أكثر على الشهرة الأدبية، قلّ تركيزك على الشيء الوحيد الذي يوصلك إليها: الكتابة
العمل الجاد لخلق قيمة حقيقية هو نتيجة لسلوكك. ابتكر عادات جيدة واكسر السيئة، فعاداتك هي الوسيلة التي تُحقق من خلالها هدفك:
- حين تكتب جملة كل يوم لأسبوع، فأنت تبني هويتك كاتبًا
- لا تقلل من شأن القوة العميقة للالتزام أو قيمة البدء صغيرًا
✴️ راكم الصفحات لا الأحكام
تشلّ الإدانة الذاتية العديدين، وتمنعهم من وضع قلم على ورقة. لكنك لن تصادف كاتبًا -ولا حتى أنا- يقول
"يتدفق الإبداع من بين أصابعي بمجرد جلوسي أمام مكتبي!"
بتّ أؤمن أن الكتابة الجيدة تُشبه التنقيب وسط جبل من القذارة للعثور على أونصة ذهب.
✴️ اكتب لشخص واحد
في عالم تُعرض فيه أمجاد الجميع على الملأ، من السهل أن يتشتت انتباهك بأشياء تمنعك من الكتابة وتقودك نحو الحسد والمقارنة
.إذا ركزت على الإنجاز عوض النتيجة، واعتبرت جمهورك مكوّن من شخص واحد، فستمضي الساعات -وأنت تكتب- دون أن تشعر.
ما تعلّمته عن: تكوين قاعدة جماهيرية
"كل ما جنيته -تقريبًا- في حياتي الكتابية كان نتيجة لانكبابي على الكتابة بالكليّة"
من كتاب (ما زلت أكتب - داني شابيرو)
عندما يفكّر الكتاب الجُدد في تكوين جمهور، ينصبّ تركيزهم على ما يُدعى "مقاييس الغرور: المعجبين والمتابعين وعدد الزيارات".
ليتني تعلمت منذ البداية أن لا شيء "يحرق" وقت الكاتب أكثر من تركيزه على أي شيء آخر غير الكتابة ذاتها؛ فالفائدة المركبة التي تنتج عن الكتابة أكبر بكثير على المدى الطويل من تعزيز الأنا الذي تحققه مقاييس الغرور قصيرة المدى.
أنت تبني مسيرتك المهنية عندما تركز على الأولى، في حين تحظى بلحظة وجيزة تحت دائرة الضوء عندما تركز على الأخيرة!
⚛️ أهمية شبكات التواصل الاجتماعي .. مبالغ فيها
قد لا يُدرك صنّاع المحتوى أنه في كل مرة ينشرون فيها محتوى على شبكات التواصل الاجتماعي، فهم يبنون جمهورًا.. لشخص آخر!
يكسب فيسبوك المال مقابل كل ثانية تقضيها على المنصة. ينطبق ذات الشيء على الانستغرام وتويتر وكل شبكة اجتماعية أخرى.
إن بناء جمهورك على شبكات التواصل الاجتماعي يشبه بناء إمبراطورية على قطعة أرض استأجرتها لقاء وقتك واهتمامك.
لديّ +5900 متابع على شبكات التواصل الاجتماعي، مقسّمين على النحو التالي:
- 461 متابع لصفحتي على فيسبوك و 117 لصفحتي الشخصية
- 399 متابع لحسابي على تويتر
- 4,822 متابع لحسابي على كورا
- 244 متابع لمجتمعي على تشاينو Chaino و 97 لصفحتي الشخصية
وزار صفحة روايتي [سياحة إجبارية] على جمرود قرابة الـ 6,300 شخص..
فكم عدد النسخ المُباعة برأيك؟
نعم! 7 نسخ فحسب..
والآن، هل تودّ بناء إمبراطوريتك على الأرض التي تمتلكها؟
سأخبرك كيف تفعل ذلك.. انتظر قليلًا فحسب.. تذكر هذا الرمز فحسب 🅰️
⚛️ الكتابة الحقيقية ليست ككتابة موضوع إنشائي للمدرسة!
انسى كل ما تعلّمته في المدرسة عن الكتابة. فعندما تكتب لتحصد الدرجات، فلا يهم إذا كان لديك أي شيء مثير للاهتمام لتقوله؛ أنت تنصاع للقوانين وتحرص على صجة القواعد الإملائية والنحوية لتحصل على درجة جيدة.
ولكن وظيفتك الحقيقية ككاتب، هي تثقيف الناس وإلهامهم والترفيه عنهم. لذا إن كنت مصرًا على تعلم "قواعد" الكتابة، فذاك حتى تتمكن من كسرها.
⚛️ يجب أن تجذب الانتباه لعملك
هل سبق ونشرت منشورًا -على الفيسبوك أو تويتر…- متوقعًا ظهور إشعارات التعليق والإعجاب بعد دقيقة واحدة؟!
عِشت حياتي كلها أفعل ذلك، إلى أن سمعت كاتبي المفضّل ومؤلف كتاب "مُت فارغًا 💀"، تود هنري، يقول في إحدى مقابلاته:
"الاهتمام بكتاباتك ليس حقك الشرعي، بل ينبغي عليك اكتسابه بنفسك.
ركز على إنشاء شيء يستحق اهتمام الآخرين بدلاً من محاولة جذب انتباههم. وذلك عبر إتقان حرفتك وصقل مهاراتك ككاتب"
⚛️ كل شيء يستغرق وقتًا أطول مما تظن
يرى رائد الأعمال (سام التمان) أن أكبر ميزة تنافسية لرواد الأعمال هي الرؤية بعيدة الأمد.
من وجهة نظري، ينطبق ذاك على الكتّاب الطموحين
- استغرقت رحلتي من (مدون) إلى (كاتب محتوى مستقل) 8️⃣ سنوات. خلال تلك الفترة، كنت أكتب يوميًا، دون أن أعرف ما إن كنت سأصل لأي شيء. لكنني كتبت لأنني لا أُتقن أي شيء آخر!
- كانت بعض الكتب الأكثر نجاحًا على الإطلاق، والتي يدعوها الكاتب ريان هوليداي: الباعة الخالدين "Perennial sellers"، تتخبط عندما نُشرت أول مرة. أصبح العديد منها ناجحًا بعد سنوات (وأحيانًا .. بعد وفاة الكاتب!)
كما ذكرت في البداية، قد يستغرق أي شيء تودّ إنجازه -بصفتك كاتبًا- وقتًا أطول مما تعتقد. لذا، كُن مستعدًا لتجاوز النقطة التي يستسلم فيها الشخص العادي، وتصالح مع حقيقة أن لا شيء مضمون.
⚛️ يتحمل كل كاتب ناجح إخفاقات لا نهائية
يعلق الكتاب سنوات في الظل، ويواجهون عددًا لا يحصى من الرفض والفشل.
أجتهد جميعهم لدرجة أنهم يعتقدون أنهم ولدوا في الزمان والمكان الخطأ؛ حيث لا يتلقون إعجابًا من أي شخص، أو لن ترى أعمالهم النور مطلقًا. ورفض العديد منهم من قبل الناشرين وصناع القرار ممن قالوا أنهم معدومو الموهبة!
نظرًا لأننا نرى النتيجة النهائية لا الطريق إليها، فمن المستحيل أن نفهم ما اختبره الكتاب الناجحون قبل الوصول لما هم عليه.
يسهل المضي قدمًا عندما تدرك أن فشل الأفكار الإبداعية دليل على الوصول لمنعطف لا لطريق مسدودة.
⚛️ إرضاء الناس غاية لا تُدرك
لذا، تغلّب على خوفك من الرأي العام وتقبّل أن عملك سيثير حفيظة البعض. قد يرسل لك أحدهم رسالة يخبرك فيها أن عملك يسيء إلى الإنسانية، بينما يقول آخر أنه هبة الله!
والآن تذكر: إزعاج الناس هو ثمنٌ تدفعه لقاء عمل يلقى صدى جماهيريًا.
ما تعلّمته عن: النجاح التجاري
بعد سنوات العمل الشاق وبعد أن شك الجميع في سلامة قواك العقلية، يمكن أن يُشعرك توقيع عقد كتاب أو بعض النجاح التجاري أنك قد فعلتها!
ما أدركته أنا: لا وجود لشيء كهذا..
🛄 العمل لا ينتهي
يُخطئ البعض حين يظنون أن مهمتهم انتهت بمجرد تحقيقهم نجاحهم التجاري الأول: عقد كتاب مع ناشر ودعاية من وسيلة إعلامية معروفة. عندما توقع عقد كتاب، فأنت ملزم بتسليم مخطوطة في الوقت المحدد وكتابة شيء يستحق القراءة.
نجاح الكاتب الأول هو التزام مدى الحياة.
🛄 احذر سلم الإنجازات
غالبًا ما يترك سلم الإنجازات -مَن يعتليه للوصول إلى أهدافه- مع شعور بالفراغ وعدم الإنجاز! هذا لأن تسلقه يصبح هدفًا لا وسيلة؛ هناك دائمًا درجة أخرى لتسلقها.
لنتوقف للحظات.. ماذا تعرف عن تكيّف اللذة (Hedonic Adaptation)؟
يخلق تكيّف اللذة [الحافز + عدم الرضا] في ذات الوقت! فإذا لم تَعيّه، فستكافح دومًا لتحقيق الإنجاز دون أن تشعر بالرضا يومًا.
ميّزة تكيّف اللذة أنه يدفعنا نحو تبيّن الأهداف ومن ثمّ تحقيقها. في ذات الوقت الذي يُجبرنا على تغيير منظورنا للأهداف التي نعتبر تحقيقها نجاحًا.
لهذا، نحتاج إلى مواجهة تكيّف اللذة بالامتنان.
🛄 ستكون دائمًا (عبدًا) لشخصٍ ما!
[للأمانة، لم أصل بعد لهذه المرحلة. لكنني أضفت هذه النقطة بعد أن قرأتها في أحد أعداد نشرة the TILT البريدية💀 ]
لن يخبرك أحدهم بذلك إلى أن توقّع أول عقود نشر كتابك؛ فلن تصبح أكثر المؤلفين مبيعًا في نيويورك تايمز حتى تصبح رهن إشارة (=عبدًا) للناشر.
الشركات الإبداعية، سواء أكانت دُور نشر/شركات التسجيلات/استوديوهات الأفلام، ليست محصنة ضد قواعد الرأسمالية (كأي عمل آخر).
وبصفتك فنّانًا بالكلمات، فقيمتك يحددها مقدار المال الذي تجنيه.
👤 ثم، هل ليّ بتذكيرك بوجه الشهرة المظلم؟
بما أننا وصلنا إلى نهاية المنشور، فلن أجد خاتمة أفضل مما قاله المُلحّن الشهير (أي.أر. رحمان)
"ما لم تتوقع شيئًا، فكل شيء سيأتيك حتمًا"
🛄 لا تتوقع شيئًا من كتابتك وستعطيك أكثر مما تتخيل
عقود النشر والانضمام لقوائم الكتب الأكثر مبيعًا والجوائز الأدبية هي كالزينة على وجه الكعكة. لكن مَن -بحق الله- يريد أن يأكل الزينة بلا كعكة؟
أوه! كدت أنسى.. ذاك الرمز 🅰️
كنت قد سألتني عن بناء إمبراطوريتك (جمهورك) على الأرض التي تمتلكها (🤔). إذًا، ولألّا نُطيل أكثر، إذا شئت بناء جمهور، فأطلق نشرة بريدية.
طبعًا، الخيارات كثيرة. لكنك تبحث عمّن يفهمك وتفهمه، أليس كذلك؟
إذًا، دعني أعرّفك إلى هُدهد
هدهد أداة رقمية تساعدك على انشاء نشرتك البريدية بكل سهولة، بهويتك الخاصة وألوانك، ومع واجهة عربية متكاملة.
وكنت قد اخترتها لإطلاق نشرتي البريدية: الكتابة داخل صندوق! 📦
🤠 هيه.. أنت.. نعم أنت 😎 .. هل تحتاج راعيًا لنشرتك البريدية؟
🤔 قبل أن أُطلقها؟
🤠 نعم.. لديّ منصة إعلانية مهتمة بما ستكتبه منذ الآن، وهي مستعدة لمنحك 0.70$ لكل عميل تجلبه إليها. فهل تُراك مهتم بدورك؟
🤩 بالتأكيد!
🤠 ممتاز. المنصة تُدعى PostApex 💀
🥰 شكرًا جزيلًا..
🤫 نحن لم نلتقي، اتفقنا؟
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
💀 رابط إحالة
الهوامش