الإجابة المختصرة: عبر تركيزك على النبذة التعريفية Bio‏

لكن قبل استمتاعنا بالتفاصيل، ليُحضّر كل منّا كوبًا من مشروبه المفضّل.

لماذا أفضّل التركيز على النبذة التعريفية؟

ببساطة، إذا لم يعلم جمهورك هويتك، ونوع المحتوى الذي تقدمه، وكيف يمكنك مساعدته، فربما لا تزيد احتمالية رغبته في متابعتك عن 1%. لا لكونك "غير مستحق للمتابعة"، وإنما لصعوبة اتخاذه قرار المتابعة بعد لمحة سريعة!

ما رأيك لو سهّلنا عليه القرار؟

لكنني لن أخبرك بما عليك فعله، بل بما عليك تجنّبه 🙅🏽🙅🏽‍♂️

من الأخطاء الفادحة التي يرتكبها البعض عند كتابة النبذة التعريفية: استخدامها كقائمة "إنجازات 🏆"!
يمكنك ملاحظة هذا في حسابات رواد الأعمال والمستثمرين و"رجال الأعمال"، حيث تجد النبذة التعريفية على الشكل التالي:

الرئيس التنفيذي @اسم الشركة، عضو مجلس الإدارة @اسم الشركة، المستثمر @اسم الشركة

تميل نبذة تعريفية كهذه إلى المصداقية .. بشكل مبالغ فيه، وهي تُخبر القارئ:

"مرحبًا، لستُ بحاجة لأخبرك من أنا أو ما يمكنك توقعه مني. يجب أن تثق بيّ فحسب. ألا ترى كل مصداقيتي؟!"

وهذا خطأ فادح. فالمصداقية -في حد ذاتها- لا تجيب على السؤال: "بلى أراها، ولكن ما نوع المحتوى الذي تنشئه؟ لماذا يجب أن أهتم بك؟"

الخطأ #2: استعراض ذكائك 🧠

يفترض البعض أن أفضل طريقة لجذب انتباه القارئ هي إثبات مدى ذكائهم.

مَن تُراها هذه الفتاة؟ لا نعلم

ماذا تعمل؟ كاتبة … ممم .. لكن ماذا تكتب؟

ماذا يمكن أن نتوقع منها؟ الله أعلم!

التذاكي في النبذة التعريفية جريمة مكتملة الأركان 🕵🏻 ؛ يبدو الأمر كما لو أنك صادفت -داخل المصعد- شخصًا يمكنه تغيير حياتك، وعوض تعريفه بنفسك وبفكرتك العظيمة، إذ بك تقرر إخباره بأفلامك المفضلة والنِكات التي سمعتها على تيك توك!

لذا، أرجوك .. لا تضيّع وقت قارئك. فقط كن واضحًا وقل من أنت ونوع المحتوى الذي يُفترض أن يتوقعه منك.

الخطأ #3: استخدام جملة ".. فقط أشارك ما أتعلمه" 🏇🏻

عندما تنشئ حسابك، قد لا ترغب بذكر أي شيء محدد في نبذتك التعريفية، وعوض ذلك تجد نفسك تكتب الآتي:

المشكلة هنا (سواء أدركت أم لا) أنك تقول لكل من يتصفح حسابك:

"مرحبًا، مجرد تنبيه، لا أعرف حقًا من أنا حتى الآن. أو ماذا أفعل. أو نوع المحتوى الذي يمكنني تقديمه.
لذا، إذا كنت تودّ متابعتي، تفضل، لكن .. بصراحة .. لا أستطيع أن أعدك بأي شيء!"

هل تتوقع أن يكون متحمسًا لمتابعتك؟

غالبًا .. لا! إذ لم تمنحه سببًا ليتحمّس..

حتى لو بدأت للتو، وشعرت أن أمامك الكثير لتتعلمه (وذاك طبيعي)، وأنك دون خبرة، فلا يجدر بك إعلان ذلك لكل قارئ/متابع محتمل.

بدلاً من ذلك، أخبر الناس بما تُتقنه حاليًا، مهما بدا بسيطًا.. وتذكر: يمكنك دائمًا تغيير ما تقدمه.
الجميع يفعل ذلك. حتى الكتّاب والمبدعون المحترفون يُغيّرون نبذهم التعريفية مع تراكم خبراتهم ويقررون أنهم يريدون تقديم أشياء مختلفة.

الآن، إليك بعض الأمثلة على نُبذ تعريفية ذات مصداقية، لتعطيك فكرة عما يجب أن تهدف إليه:

🏅 المثال #1:

• الهوية: موّجه ومدرب في التسويق الرقمي ⚡️
• نوع المحتوى الذي يقدمه: رابط الموقع الشخصي
• كيف يمكنه مساعدتنا: أصنع منتجات رقمية تساعد مشروعك على النمو📈

🏅 المثال #2:

• الهوية: كوتش| محللة شخصيات
• نوع المحتوى الذي تقدمه: غير واضح
• كيف يمكنها مساعدتنا: "أكشف للناس خبايا أنفسهم وأنير لهم طريق الوصول لأهدافهم"

أضافة أ. فاطمة فهد شذرات من المصداقية من خلال الإشارة إلى رابطة المدربين. علاوة عن تقديمها جلسات تحليل شخصية مجانية

أراها شخصًا يستحق المتابعة!

🏅 المثال #3:

نبذة تعريفية مستوفية لجميع الشروط:

• الهوية: رسامة رقمية
• نوع المحتوى الذي تقدمه: أشارك معكم رحلتي في تعلم صنع #الرسوم_المتحركة 💡📽
• كيف يمكنها مساعدتنا: رابط معرض الأعمال

ثمّة ما أود منك ملاحظته هنا: انظر إلى خصوصية كيفية تأطير أ. ياسمين نوع المحتوى الذي تقدمه. "تعلم صنع #الرسوم_المتحركة"

لم تكتفي بقول التصميم، بل كانت محددة وركّزت على "الشخصيات الكرتونية"

تسهّل هذه الخصوصية عليك تحديد ما إذا كنت تودّ متابعة ياسمين أم لا.

🎤 كلمة أخيرة 🎤

لا تستميت في محاولات جذب المتابعين. حبذا لو جعلت هدفك أن يخاطب حسابك مباشرةً "نوع القارئ المحدد" الذي ترغب بجذبه، استنادًا إلى نوع المحتوى الذي تنشره (والذي من المرجح أن يتفاعل القراء معه).

هذا كل شيء!

هل وصلت إلى هذا السطر؟ 😮

لست ساحرًا ولا مشعوذًا، إنما يبدو ليّ أنك تستمتع بالمحتوى الطويل، فما رأيك لو رفعنا سقف التحدي، ودعوتك للاشتراك في نشرتي البريدية؟