ستكون قد حطمت رقمًا قياسيًا ما، وهو مشاهدة 10950-21900 دقيقة من المحتوى التعليمي والتنمية الذاتية، ولا شيء سواه!
ستُصاب بتخمة معرفية🤯، وغرور فارغ!
هل أروِ لك قصة طريفة؟
قبل نحو 13 عامًا تقريبًا، كنت مدمنًا على محاضرات د. إبراهيم الفقي، وكانت واحدة من نصائحه الفريدة (بتصرّف):
لنفترض أنك تقضي 3 ساعات في الانتقال من/إلى مكان عملك/دراستك، ثم استثمرت هذا الوقت في الاستماع إلى محاضرات في المجال الذي تُحبه عبر مذياع السيارة، فسيُصبح علمك وعلم حامل الشهادة الجامعية في ذات المجال سواء.
كنت أحلم آنذاك باليوم الذي أمتلك فيه سيارة، لأبدأ تطبيق نصيحته.
ومضت تلك السنوات، ولم أحقق حلمي، لماذا؟ لأنني نسيت أن حيازة سيارة يحتاج إلى المال، والمال مصدره العمل الحقيقي.
أعمتني غيوم المعرفة الفارغة عن رؤية شمس الحقيقة الخالدة:
بقدرِ الكدِّ تكتسبُ المعالي ……… ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن رام العلا من غير كد ..……… أضاع العمر في طلب المحال
تروم العز ثم تنام ليلاً ……………… يغوص البحر من طلب اللآلي
لست ضدّ التنمية البشرية، لأنني لا أمتلك تعريفًا واضحًا لها! لكنني ضدّ الاكتفاء بالمعرفة دون تطبيقها.
وسواء أكنت تستثمر تلك الدقائق الثلاثين/الستين ضمن أوقات فراغك، أو ضمن المواصلات. فالأولى دائمًا أن تستثمرها في التطبيق العملي.
اسمح ليّ أن أعود ثانيةً فأنهل من تجربتي الشخصية:
بعد أن أدركت "الجريمة" التي ارتكبتها في حق ذاتي، بدأت في استغلال "معظم" الأوقات الضائعة في عملٍ مفيد:
- إن كنت واقفًا في طابور، وجدتني أخرج بحوارات جديدة وواقعية لشخصيات قصصي القصيرة.
- حين أكون في وسيلة نقلٍ عامة، أُخرج ورقة وقلم وأبدأ رحلة عصف ذهني لأفكار تدوينات جديدة، وإن تعذرت الكتابة، استعنت بتطبيق Refind.
- إن كنت أشعر بعدم الرغبة بفعل شيء، فهذا يعني أن موعد لعبتي المفضلة قد حان: أكتب بضعة كلمات عشوائية على ورقة، ثم أحاول صياغة أقصوصة منها.🤔
أظنك تقول: لكنني استمع أيضًا إلى المواد التعليمية!
دعني أؤكد مرة ثانية على أن لا جدوى من "اكتناز المعرفة" دون تطبيق.