غالبًا ما أؤجل الإجابة على سؤالٍ ما حتى يتأتى أحد أمران: إما أن أمرّ بذات الموقف، أو أمتلك شغف الإجابة التي تتطلب تحضير كوب شاي!
واليوم، ينطبق عليّ المذكور أولًا.
لنبدأ مع الجملة الأولى:
بلغت من العمر 23 سنة
غالبًا، حين يذكر أحدهم عمره، يكون ذلك من باب [جلد الذات: كيف وصلت إلى عمر (كذا) دون أن أفعل/أكون (كذا)]. لذا، ألا تظنّ أن عليك (حب ذاتك أكثر) قبل أي شيء؟
أعلم أن ذلك يبدو صعبًا، أخبرتك أنني أمرّ بذات الموقف حاليًا، ورغم كوني مترجم مستقل يُراسله حتى العملاء الغاضبون طلبًا لخدماته من جديد..
أشعر أنني (أضعت هدفي).
في مثل هذه الحالة، غالبًا ما أعود إلى تدويناتي القديمة لأستنير من خلالها سبيلي. وهذا ما وصلت إليه 👈 لماذا الأهداف قصيرة المدى هي ما يصنع مستقبلك؟
بالمناسبة، أظن أيضًا أن مفهومك للهدف بحاجة إلى تصحيح بسيط:
لم أرسم بعد هدفي
.. نصائح .. تساعدني على تحديد هدفي
عزيزي صاحب السؤال، أنت تتعامل مع (الهدف) على أنه (غاية الوجود). وهما في الواقع أمرين مختلفين تمامًا. اسمح ليّ أن أشرح لك: حين ترى أن غاية وجودك على ظهر هذا الكوكب الأزرق هي: تأليف رواية عن طبقة المسحوقين في المجتمع (مثلًا).. فستتضمن "أهدافك: ج هدف" للوصول إلى هذه الغاية -على سبيل المثال لا الحصر- ما يلي:
- تعلّم فن الرواية.
- إجراء حوارات عفوية وحقيقية مع أشخاص تعتبرهم (مسحوقين).
- مراقبة سلوك الناس -على اختلاف مشاربهم- مع هؤلاء.
- جمع الأفكار والحوارات ضمن مسودة أولى.
- وهلّم جرًا..
لاحظ هنا أنك لن تعتبر أيًا من الخطوات السابقة (هدفًا لحياتك)، وإنما خطوة تقرّبك إلى (الغاية المنشودة)
نعود لمسألة العُمر. ورد إلى ذهني -للتو- نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه. لا بدّ أنك تعلم متى كُلف بحمل رسالة الإسلام وتبليغها؟ في عمر الأربعين.
أنت تبلغ نصف عمره تقريبًا يا رجل!🙇♂️
في الواقع، أنا لا أُحب الاستعانة بأمثلة دينية/مقدسة في أجوبتي، لأن البعض قد يتحسس. لكن حتى إن اعتبرنا محمد صاحب قضية لا غير، فلا زالت مهمّته الأصعب على الإطلاق. أليس كذلك؟
كان في الأربعين، حين تعرّض للتكذيب والإيذاء البدني والنفسي.
كان في الثالثة والخمسين، حين شعر -للتو فحسب- ببعض القوة والدعم، وآمن أن رسالته ستصل لأبعد من الجزيرة العربية.
كان في الثالثة والستين، حين انتهت رحلته لنكمل نحن من بعده.
عزيزي صاحب السؤال،
الحياة قصيرة🧙🏻 .. لذا لا بدّ أن نعيش يومنا بحِكمة ورويّة.
ربما كنت تتأمل الحصول على خطوات عملية، نصائح يُمكنك تطبيقها الآن ولمس نتائجها غدًا. لكن الحياة لا تسير بهذا الشكل.
ابحث في مدونتي عن تصنيف "شخصي" وراقب كيف عِشت جميع التقلبات التي تعيشها أنت الآن 🕵🏼 (رغم أنني أكبرك بعقدٍ من الزمن تقريبًا!)
خذ الأمور بهدوء، وتقبّل فكرة أن (غايتك من الحياة) ما هي إلا رحلة🚶🏼 .. لا محطة نهائية.
أتمنى لك يومًا لطيفًا.😄