صورة الملف الشخصي لـ م.طارق الموصللي

لطالما كرهت منح النصائح أو تلقيّها دون طلب، خاصةً حين كنت في مثل سنّك شديد الحساسية.

لهذا السبب، أجلّت الإجابة على سؤالك منذ الأزل وحتى يومنا هذا. كنت أبحث عن نصيحة شاملة أسطورية يمكنك الاستفادة منها للأبد.
إلى أن وجدتها:

لماذا في هذا التوقيت بالتحديد؟

في الفترة الحالية، أخوض تجربة انتقال من بلدٍ إلى بلد، فبعد أن كانت سياحة إجبارية، أصبحت عودة إجبارية.
المشكلة فقط أنني شخص انطوائي، لذا فقد أُصبت.. بالهلع!
كل الإشارات من حولي تُخبرني أن الأمور ستسير على ما يُرام، وأن قلقي لا مبرر له على الإطلاق، وهذا ما يكاد يُفقدني صوابي.
لا أمتلك كلماتٍ واضحة، أضعها في سياقٍ مفهوم، تُبرر ما يحدث معي!!!

لذا، قررت كتابة ما أشعر به، ومن ثمّا تحليله.
حين تكون الأفكار حبيسة عقلنا، فهي تتقافز كالقرود الاستوائية بحثًا عن مخرج، وكلما طالت فترة حرماننا لها من ذاك المخرج، طال عذابنا معها أكثر.

خططت الكلمات على أوراقٍ كبيرة (غير مُسطّرة)، وبدأت في ربط الجُمل مع بعضها:

  • أنا قلق من سوء الانترنت هناك 🔎 لقد طمئنك من عادوا إلى تحسن الخدمة كثيرًا.
  • ماذا عن الكتاب الذي لا زلت بصدد ترجمته (وأنا متأخرٌ عن الموعد النهائي بأميال؟) 🔎 بمجرد أن تنتهي فوضى السفر، ستتمكن من إنجاز المهمة في الوقت المحدد.
  • العودة إلى حُضن الوطن، تعني العودة إلى اجتماعات الأسرة الكبيرة التي تكرهها! 🔎 في زمن الكورونا، يجتنب الجميع الجميع.
  • الجميع يشتكي غلاء الأسعار 🔎 هذا لأنهم مرتبطون بجدول الرواتب، أما أنت فمترجمٌ مستقل.

شيئًا فشيئًا، بدأت نفسي تهدأ.
ما سبق هو مجرد أمثلة لما كنت أشعر به، قد يبدو لك سخيفًا، لكن حين نُضيف إليه -المسكوت عنه- يغدو الأمر مُرعبًا حتى لأعتى الرجال (فكيف بشخصٍ ضعيفٍ مثلي؟).

حين أصاب التسوس أحد أسناني، وهي تجربة عادية بلا شك، شعرت أنني بحاجة إلى الشكوى.
(هكذا نحن الرجال، نحتمل موت الأحبّة كالجبال، ونسقط أمام ألمٍ جسدي بسيط كالأطفال)، ولمّا كان من المُعيب أن أجلس فأصرخ وأتأوه، قررت صياغة مشاعري ضمن فصلٍ في روايتي القادمة

[إذا كنت مهتمًا حقًا بالإطلاع على ما كتبته، فتأكد من اختيار الواجهة الإنجليزية للموقع، لأن الواجهة العربية كارثية]

لم يشفى الألم إلا على كُرسي طبيب الأسنان، لكن كلماتي كانت مسكنًا ممتازًا قبل ذلك بكثير.

الخلاصة عن المراهقة:

هي مرحلة التوهان والضياع واختلاط الأوراق، حين لا يفهمك أقرب الأشخاص إليك، حين تحتاج لفهم ذاتك لتشرحها وتبيّنها للآخرين.
ربما أفهمك، لأنني مُراهقٌ مثلك، حتى وإن بلغت الثلاثين.

وتذكر صغيري: ليكن ملجأك أمام قسوة الحياة، ورقة وقلم.

مصدر الصورة

عرض 12 إجابة أخرى على هذا السؤال