صورة الملف الشخصي لـ م.طارق الموصللي

ما رأيك إن قلت أنني أُعتبر أحد أبرز صنّاع المحتوى العربي، وأعلى المترجمين أجرًا، كما أنني أشهر روائي عربي لعام 2025 (نعم، لم أخطئ كتابة التاريخ!)، ومع ذلك.. تمرّ عليّ أيام أشعر فيها بذات شعورك تمامًا!

دعينا نبدأ من نقطة الصفر، والمتسببة بكل تلك المشاعر السلبية: الشعور أننا في سباق!

سباق مع الذات.. مع الآخرين.. مع الوقت.. مع العمر الذي لا نريده أن يمضي.

هذا طبيعي في عصرنا الحالي، لكن دعينا نتخيل سويّة:

هل سيكون شعورك هو ذاته لو كنتِ الشخص الوحيد في هذا العالم؟

ماذا لو لم نسمع بكل قصص النجاح، ولم نقرأ كُتب التنمية البشرية التي تجلد ظهورنا بمصطلح "الإنجاز" والذي عبّرت عنه إجابة رقية بن زرقة برُقي، كيف سيكون حالنا الآن؟

ماذا لو كنا نعيش في جزيرة معزولة، دون أيٍ من شبكات التواصل الاجتماعي التي دفعت عقولنا للبحث عن معنى "فوري" لحياتنا؟

ماذا لو لم يكن هناك أشخاص من عُمرنا، حققوا (شيئًا ما) وعجزنا نحن عن تحقيق مشابهٍ له؟

كيف ستشعرين في جميع الحالات السابقة؟

في الواقع، هذا ما أذكّر به نفسي طيلة الوقت، أصدقك القول أختي الكريمة: لقد عِشت النجاح بأفضل معانيه، عملت فيما أُحب - نشرت روايتي التي لطالما حلمت بكتابتها فضلًا عن نشرها - تزوجت وأنجبت أطفالًا، كل ذلك وأنا أتمتع بصحة جسدية ممتازة (لست واثقًا من النفسية كثيرًا).

لكنني كل يوم اسأل نفسي:

ماذا بعد؟

أعلم أنكِ تبحثين عن معنى بحياتك، وهذه فطرة فينا، إنما من المهم أن يكون ذلك بعيدًا عن مفهوم: الإنجاز - تحقيق الأهداف.
(على الأقل في البدايات)

يحتاج الأمر لجلسة وديّة -ومطولة- مع نفسك، لن أقول: ابحثي عمّا يشعرك بالسعادة، وإنما (ولا أعلم لما لم أضع عباراتي التالية في البداية!):

تقبّلي نفسك.. كما أنتِ.. بتجاربك والدروس التي تعلمتها منها، فماضيكِ الذي تقولين أنه ضاع هباءً (لا شيء يضيع من عمر الإنسان، إنما هي خبرات يكتسبها).

تقبّلي فكرة أنكِ المسؤولة الوحيدة عن حياتك: هذا يعني أن تأثير المحيط (من أهل وأصدقاء ومجتمع) انقضى وقتما انقضى، أما حاضرك ومستقبلك فيقع تحت تأثيرك أنتِ.

تقبلي أن العمر لا زال أمامك: لم يُخبرنا الله عن موعد موتنا لهذا الغرض بالتحديد، لألّا نشعر أن دقات الساعة تلاحقنا، لنشعر بالحرية والأمل وأن أرواحنا ستبقى شابة طالما أردنا.

أخبرينا حينما تتقبلين نفسك، وسنساعدك في الخطوة التالية.

مصدر الصورة

عرض 15 إجابة أخرى على هذا السؤال