معظم الإجابات تحدّثت عن مدى ترهّل الجيش السوري النظامي (جيش بشار) لكن ما يغيب عن ذهن الكثيرين أنّ هذا الجيش مترهّل منذ عشرات السنين، منذ ما قبل الثورة السورية وترهّل أكثر بعد انشقاق جزء كبير منه وترهّل أكثر بعد الهزائم التي ألحقتها فصائل الجيش الحرّ به في سنوات الثورة الأولى.
الفارق اليوم هو أمرين: الأول وهو الأهمّ هو التجهيز والتدريب والتطوير الكبير الذي طرأ على قدرات قوّات المعارضة السورية بكلّ قطاعتها وأطيافها، والأمر الثاني هو انفضاض أهمّ داعمي النظام من حوله وهم مليشيات حزباللة.
التدريب والتخطيط المتقن للمعركة كان استثنائياً وشاملاً ولم تكن هذه المعركة كالمعارك السابقة تعتمد أسلوب "هوشة العرب"، بل كان كلّ طريق وكلّ تلّ يدخل إليه الثوّار وفق خطّة ذات تسلسل وخطوات طويلة جداً ومقصودة، ويقود العمليات ضباط من أهل المنطقة يعرفون تضاريسها بشكل جيد، يحفظون تلالها ووديانها وشوارعها وأزقتها وعدد أشجارها، يعرفون كلّ حجر من حجارها، وليسوا كفلول الهاربين من جيش أبو شحاطة والمليشيات الداعمه له، حيث كانوا يهربون بلا هدى، ينطلقون في كلّ اتجاه وفي أيّ اتّجاه، حتى إنّ بعضهم وصل إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة دون أن يدري.
من أهم مظاهر أو نتائج هذا التخطيط أنّ الخسائر البشرية كانت قليلة جدًا مقارنةً بأيّة معركة سابقة، بالرغم من أنّ قوّات المعارضة لا تمتلك دفاعات جوّية ولا غطاء جويّ، بينما العكس لدى النظام طيران سوري وروسي.
الهوامش